ya fagomi

اشتقتلك, وللندى المكهرب, لصوت العصافير المحروقة وبعدها بتنازع السما عن سكوتها وبترفض تخرس, للسبل اللي بيشق التراب بكل ما أوتي من شبق للحياة ومن صهيل الضجيج الحيوي.

للضو الطالع من مسجل مكسور وكاسيت بيلف على كل مساكن الطلبة وللصبح اللي بيبدا من جبينك بيشق المرحلة وبيشقنا . للوجع, للتمسك بصهوة الحقيقة اللي بتطلع أكيدة متل سراب بوسط صحرا.

اشتقت "للحياة وفق فاجومي" لهالوضوح الرهيب بالمشهد: هم مين واحنا مين؟ وقت ما كنت أعرف مين أنا, ومين الآخر, وقبل ما يختلط كلشي بكلشي وبضمنو أنا.

اشتقت لريحة الدم الطالع من قلب شهدي وياسين, لريحة تراب بهية وهي بتلون الليل تحت اللوز بفلسطين, لكتاباتك المحفورة بمليون خط على الحيطان بالغرف المسكّرة عن العالم والمفتوحة عالحلم والوعي الطبقي والثوري.

للسذاجة الحكيمة اللي بتفترض من خلالها إنو "إصحي يا مصر" وللحكمة الحادة المكتوبة بالنور في هواءنا "يهوذا خان, أكم يهوذا وباع مسيح"

إذا بدي أسأل وينك, بكون أسأل "ويني"؟ و"وينّا ؟" . كنت قادر على إنك تبسط معاركنا كلها بكلاسيكية ساذجة وحميمة: نحنا بالخندق المتقدم من الجبهة مع الاحتلال والطغاة وثقافة العهر. بس للأسف اتضح إنو نحنا مش بخندق بيواجه كل هالمرحلة وعسف التاريخ ووطء الرجعية . إللي اتضح ببساطة إنو نحنا بجزيرة أمل محاطة بالمي, وما في أمل.. يمكن عشان هيك كتير من اللي كانوا معنا زهقوا, وأول ما شافوا باخرة اللبرلة شلحوا كلاسينهم وصداري إمياتهم وصاروا يلوحوا فيها , ركبوا على البواخر وتكرونا نكسكس لإمياتهم ونتوعد الكروش والديكتاتوريات وبعوض الملاريا ببكرى أفضل. هلق, ويعني بالوقت اللي أنا بعدني محافظ على كلسوني وما لوحت فيه, وصدرية إمي (والحمض للاهي) بعدها ما تحولت لراية بإيدين الشبيحة. وبعدني بقرأ شعر وبحب بهية, بعدني متل روبنسون كروزو بلا جمعة, ومتل حي بن يقظان بلا ألله, بدي أسألك : إنت وينك يا رفيق؟؟ بحياة بهية وياسين: ولا مرة شفت قصيدة من قصايدك لابسة خرق ممزعة ووسخة ماشية بحوش آدم وتتطلع فيك بعيون مطفية متل عيون أوديب؟

ولا مرة شفت واحد من هالشهدا قاعد على قهوة وبيجحرك بعيون بؤبؤها بيشبه علامة سؤال سودا وكبيرة؟ وبشرف أختك: الركبة بالسفينة أحلى ؟
هالرسالة ما بدها طوابع بريد, وبتأمل توصلك, بتأمل إن الشاعر اللي بعدو جواتك بياخدك مرات على الشطوط عشان تلم القناني المحشية بورق الاستغاثة ورسائل اللي بينكسروا متل المراية لأنهم عاشقين قرروا يمتحنوا حدود البحور بالقفز الحر من الصخور السودا المبلولة بالدموع.

رفيق, إذا لقيت قنينتي, إدحشها بطيزك

والله من وراء القصد